البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

كيف أختير شهاب حسيني لبطولة "شوق التحليق"

تعرض الليلة الحلقة الأخيرة من المسلسل الإيراني الشهير " شوق التحليق" من بطولة النجم شهاب حسيني عبر شاشة قناة آي فيلم حيث يجسد فيه النجم شخصية اللواء الطيار الإيراني الشهيد عباس بابائي.

ويحل مسلسل "الحمى الباردة" للمخرج علي رضا افخمي محل "شوق التحليق" للمخرج يدالله صمدي ويعرض على جمهور آي فيلم في الساعة 18:30 بتوقيت طهران والساعة 18:00 بتوقيت مكة المكرمة والساعة 15:00 بتوقيت GMT

 وبالمناسبة يود موقع القناة ان يلقي الضوء على بعض الزوايا الخفية من مسلسل "شوق التحليق" من قصة اختيار النجم شهاب حسيني ونبذة عن حياة وشخصية الشهيد عباس بابائي،الذي أصبح نموذجا جيدا للأجيال القادمة وبالتاكيد، ينال إعجابكم وننتظر آرائكم في هذا الشأن.

وقد قال النجم شهاب حسيني ان اختياره لتجسيد شخصية الشهيد بابائي، كان مشيئة الله ولم يكن بيده ، وان أداء الدور كان أمانة أراد الله ان يتبناها ويقوم بها.وهو بقبوله هذا الدور، سمع صوت أجنحة السعادة في أذنه.

وأوضح بسبب تشابهه بمحيا الشهيد بابائي خاصة في الحاجبين والعيون والوجه ، طلبت عائلة الشهيد ان يقوم بهذا الدور وانه لم يستطع ان يرفض الطلب،لأنه يكن احتراماً خاصاً لشهداء الحرب المفروضة على إيران وعوائلهم وان تكليفه من قبل عائلة الشهيد كان واجباً عليه كي يبذل قصارى جهده لتجسيد شخصية الشهيد بأفضل نحو ممكن.ولهذا السبب كانت له جلسات عديدة مع عائلة الشهيد للتعرف على خصائص وتصرفات الشهيد.

واضاف انه في بعض الأحيان، عندما يفكر في شخصية الشهيد بابائي،يتسائل نفسه كيف يمكن لشخص القيام بتلك الأعمال البطولية، ويشعر بالغبطة والحسد من حياة الشهيد.

واضاف النجم حسيني ان الممثل يصنع الدور ويلعبه في جميع المشاريع السينمائية والتلفزيونية ،لكن في مسلسل " شوق التحليق" ان "الدور" كان يهديني ويدلني للتجسيد.

وقد قالت سلمى بابائي ابنة الشهيد بابايي عن المسلسل: "عندما شاهدت هذا المسلسل ، رأيت كيف ولدت وكيف استشهد والدي، ومرة أخرى، تداعت الذكريات الحلوة والمريرة في خلدي، مضيفة : جاء والدي كملاك إلى الدنيا وقام بمهمته ثم ارتحل عنها..

واضافت إبنة الشهيد :أشكر النجم شهاب حسيني الذي يشابه والدي، وأعاد الكثير من ذكرياتي ، بأداءه الرائع في المسلسل.

وقد قدم النجم شهاب حسيني، قبل سنوات، جائزته بسبب دور الشهيد بابائي في مسلسل شوق التحليق" إلى أسرة الشهيد.

يذكر ان الشهيد عباس بابائي من مواليد عام 1950 في مدينة قزوين تزوج من إبنة خاله مليحة حكمت، وانجبا سلمى وإبنان حسين ومحمد ،وقد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة (دهخدا) والمرحلة المتوسطة في مدرسة (نظام وفاي) بمسقط رأسه. وبعد نيله لشهادة الدبلوم شارك في الإمتحانات الجامعية فرع الطب ونجح فيها، لكن حبّهُ الشديد لطيران، جعله يلتحق بكلية الطيران في القوة الجوية، وبعد إنهائه لدراسته الجامعية، بُعث إلى أمريكا لإكمال تعليمه لطيران لمدة 3 سنوات، عاد بعدها إلى إيران وكان يخدم في المناصب القيادية في القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث استشهد عام1987م بعد عودته من العمليات العسكرية ضد القوات البعثية العراقية.

 يُعرّف بابائي في القوات الجوية للجيش الإيراني بأنه الطيار الإيراني الأول الذي عمل على تزويد طائرة اف-14 بالوقود أثناء تحليقها ليلاً،كان له (3000ساعة)من الرحلات الجوية في الحرب العراقية ضد إيران ،كما كان له مابين عام (1986-1987)م 60 مهمة حربية ناجحة.

ورغم المظاهر البراقة والأجواء الفاسدة في أمريكا، إلا أن الشهيد لم ينجذب إليها أبداً نظراً لإيمانه القوي الراسخ، واستطاع إنهاء دورته الدراسية بنجاح والعودة إلى وطنه. ووظف في عام 1972م في قاعدة دزفول الجوية وبعد ضم طائرات اف ــ 14 المتطورة إلى سلاح الجو الإيراني، انتخب الشهيد بابائي نظراً لذكائه وتجربته، للطيران بهذه الطائرات.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (قده)، وإضافة إلى مسؤولياته الأخرى في القوة الجوية، انتخب مسؤولاً في الاتحاد الإسلامي للقاعدة الجوية الثامنة باصفهان، وعمل على حراسة الثورة الإسلامية وقيمها. 

وبعد أن أثبت جدارته في إدارة عمله إدارة إسلامية صحيحة، ولالتزامه الديني ،عيّن قائداً لقاعدة اصفهان الجوية. ورغم كثرة وظائفه ومسؤولياته إلاّ أنه لم يغفل عن خدمة المحرومين والمستضعفين، فقد استفاد من الامكانات المتوفرة في القاعدة، وبادر على إعمار القرى المحرومة أطراف القاعدة وكذا في ضواحي مدينة اصفهان، وقدّم خدمات في مجال إيصال الماء والكهرباء وسائر الخدمات الصحية والتعليمية في هذه المناطق.

واستمر الشهيد بابائي في طيّ مدارج الرقي والتقدم، فخلال فترة تصديّه لقيادة القاعدة الجوية باصفهان أثبت جدارته وحسن إدارته وجعل من قاعدته إحدى القواعد المهمة في إيران، وإثر ذلك عيّن عام 1983م مساعداً للعمليات في القوة الجوية ونقل إلى القيادة العامة بطهران.

أما منزلة ومقام الشهيد بابائي فلم تكن في هذه المناصب والرتب، فتمتع الشهيد بروح تضحوية عالية وشجاعته وإيثاره طوال سنوات الحرب المفروضة على إيران ، دوّنت صفحات ذهبية ومشرقة في تاريخ الثورة الإسلامية والدفاع المقدس. لقد قضى الشهيد بابائي القسم الأعظم من عمره إما في الطلعات الجويّة والتي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف ساعة، أو في صورة تعبوي متواضع في جبهات الحرب الغربية والجنوبية ومقرات الجيش، ولهذا كان معروفاً لدى التعبويين، وكان عوناً وفيّاً لقادة المقرات.

التواضع واجتناب التكبر وأيّ نوع من التشريفات الزائدة جعلت من الشهيد بابائي إنساناً مهذباً بحيث إذا تواجد بين من دونه من الجنود، كان من الصعب تشخيصه بل يستحيل أحياناً، حتى حدث كثيراً أن نودي خطأً كتعبوي أو جندي عادي!

ومن أجل حسن أداء المهمات الجوية ودقّتها لم يكتفِ الشهيد بالإشراف عليها فحسب، بل كان سبّاقاً إلى أدائها بنفسه؛ فكان أول طيار يقوم بامتحان المهمة في جميع العمليات، وذلك لرفع المشاكل والأخطار المحتملة. كما كان ضمن المجموعة الأولى للطيارين الذين قاموا بمهمة التزود بالوقود في السماء ليلاً.

وفي عام 1987م ارتقى إلى درجة عميد تقديراً له على جدارته وشجاعته التي تجلّت في الدفاع عن أهداف الثورة الإسلامية وردع القوى المعادية. 

وأخيراً حانت لحظة الوصال، فعرجت روحه إلى بارئها وهو يؤدي مهمة جوية على مواقع العدو البعثي بتاريخ 5/8/1987م وعمره لم يبلغ الــ (37) عاماً.

التحليق الأخير:

في يوم الجمعة 7 آب لعام 1987م.  ركب القائد الطيار "عبَّاس بابائي" الطائرة برفقة "العقيد نادري" للمرّة الأخيرة، بعد أن نفّذت الطائرة غارةً على منشآت العدو البعثي وأصابتها بدقّة فاشتعل جبل من النار امتلأت بعده السماء بالدخان.. ارتفع صوت القائد عبَّاس في قمرة الطائرة: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر", ثمّ قال: "سأغير على قوّات العدوّ المدرَّعة". ما هي إلاّ لحظات حتَّى انهمر وابل من النيران على رؤوس الأعداء، وبعد إتمام المهمّة قال عبَّاس: "سيِّد محمّد فلنرجع".

كان العقيد نادري صامتًا. أمّا عبَّاس، فكان يتمتم بمصرع بيتٍ من رثاء مسلم: "مسلم يقرؤك السلام يا حسين". فجأة دوّى انفجارٌ مهيب في الطائرة, قلب كلَّ شيءٍ رأسًا على عقب. في تلك اللحظة شعر كأنّه يطوف حول الكعبة، وراح يدمدم بصوتٍ هادئ وضعيف: "لبيك اللّهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك..." ولم يكمل بقيَّة كلامه.

أحسّ العقيد نادري بألم شديد في ظهره وركبته، وأصيب بدوارٍ شديدٍ، احتار ماذا يفعل، وبعد محاولاتٍ عديدة استطاع أخيرًا أن يهبط بالطائرة.

خرج من قمرة القيادة منهك القوى، مشى بعيدًا عن الطائرة بقدمين مرتجفتين، ونظر إلى قمرة عبَّاس المتحطّمة.

اقترب أحد أصدقائه منه، نظر العقيد نادري حوله، ثمَّ نظر إلى الطائرة، ورمى بنفسه بين ذراعي صديقه وبكى بشدّة.

كان الرائد "بالازاده" أوّل الواصلين إلى قمرة القيادة، ثم خرج بسرعة من الطائرة، وبعد أن وصل أمام الجموع في المأتم المهيب، ضرب بيده على رأسه مناديًا: "عبَّاس داخل القمرة".

وآخر ما سُمِع في تلك الظهيرة صوت المؤذِّن الذي علا في فضاء المدرج: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر". عند لحظة أذان ظهر عيد الأضحى، حُمِل جثمان الشهيد "عبَّاس بابايى" على أكف الأحبّة، ونقل بسيّارة الإسعاف إلى المستشفى.

تقول زوجة الشهيد عبَّاس بابائي: "في ذلك اليوم كنت في مكّة، لم أُنهِ الركعة الثانية من صلاتي حتّى شعرت بطوفانٍ يتلاطم في أعماقي، ولفَّ السواد ناظري، حاولت السيطرة على نفسي إلاّ أنَّ الدموع غلبتني".

شوق التحليق هو مسلسل يعرض حياة الطيار القائد عباس بابائي من إخراج يد الله صمدي و تمثيل شهاب حسيني الذي قام بدور الشهيد عباس بابائي إلى جانب الممثلين الهام حميدي ، شهرام حقيقت دوست ، كوروش تهامي والراحل حسن جوهرجي.

د.ت

شارك